تكلم حتى اراك " فائدة الكلام واضراره

اراك
عندما قال سقراط هذه الكلمة البسيطه التى تحمل بين ثناياها تعبيرا عميقا كان يقصد انه لا يمكن ان نتعرف عن فكر او موهبة او اراء من نراهم الا اذا اطلقوا لألسنتهم العنان في التعبير عن شخصيتهم التي لن تظهر الا من خلال حديثهم فاذا تحدثوا فعلينا ان نستمع اليهم في صمت وبتركيز عميق حتى يمكننا تحليل شخصيتهم من خلال كلامهم .
لكن المقصود هنا ان لا نتوقف عند حد الكلام فالكلام فقط وسيلة للتعرف عن شخصية من نحدثهم والتعامل مع الشخصية تلك في يكون مرحلة تاليه بعد التعرف عليها .
وفي التايخ والجغرافيا والعلم والدين عند الشعوب الغربية والشرقية الديكتاتورية والديمقراطيه الكلمة قد ترفع صاحبها الى عنان السماء وقد تخسف به لسابع ارض اي ان الكلام بداية النهضة للاشخاص والشعوب والدول كما انها قد تكون سببا للثواب او العقاب قد تجعل من المتكلم رئيسا وقد تجعل منه معتقلا قد تجعل منه عالم وقد تجعل منه متخلف عقليا حسب المناخ والمجتمع الذي يعيش فيه الشخص
اما عندنا في مصر فقد اصبح الكلام بلا فائدة حتى اننى ارى الشباب والكبار في الفيس بوك وفي المنتديات وفي التعليقات على مقالات الكتاب في الصحف ينقسمون الى قسمين
الأول وصل الى مرحلة من الياس والملل من كثرة الكلام حتى انه يطالب بالكف عن الكلام طالما لا يوجد طائل او عائد منه فمنذ مولده وهو يسمع كلام ويتكلم ويناقش في كل مكان في البيت والعمل في المنتديات وعلى القهاوي لكن شيئا لم يتغير ووصل بعضهم الى درجة ان يطالب بإغلاق الصحف والمواقع لأنها بالبلدي مالهاش فايدة
أما الثاني فيطالب بالانتقال الى مرحلة تاليه اي انه كفانا بقى كلام وخلينا نتحرك لو كنا فعلا عايزين نغير واقع مش راضيين عنه لكنهم مش عارفين يتحركوا ازاى ولا يعملوا ايه ولا عارفين ايه المطلوب لتغيير الواقع ده لكنهم ايضا اتفقوا مع القسم الاول ان الكلام اصبح بلا قيمة او فائدة حقيقة عشان كده لازم نغير الطريقة اللى بنعبر بيها عن نفسنا وارائنا وفكرنا وسيبنا بقى من الكلام
والاثنان متفقون فيما اختلفت فيه كل الثقافات القديمة والحديثة على مر العصور من أن الكلام لا فائدة منه لأننا ببساطه نعيش على ارض مصر
نعم فقد أصبح الكلام والكتابة عندنا في مصر عكس كل دول العالم تقريبا لا فائدة منه ولا طائل منه لان المسئولين والحكومة لم يعد يردعهم الكلام ولا يضعونه في اعتباراتهم ولم يعودوا يخافون من شيء اسمه " الرأي العام " لأنهم ببساطه في مأمن من تقلباته وبعيدين عن المحاسبة
لكننا يجب أن لا نيأس فبقاء الحال من المحال وكل شيء وله أخر وستأتي قريبا أيام يقرا فيها وزيرا أو مسئول مقال في صحيفة أو يستمع إلى أراء الناس في الشارع فيعدل عن قرار جائر خوفا من الكلام وقتها سوف يعلم ان الكلام اصبح له قيمة وان الراي العام يجب ان يحترم .



المصدر: